تصنف محكمة محمد عبد الكريم الخطابي المتواجدة بتراب الجماعة القروية بودينار ، قيادة تمسمان باقليم الدريوش كإحدى المعالم التاريخية المهمة بالمنطقة إلى جانب مجموعة من المواقع الأثرية الأخرى التي طالها النسيان رغم مكانتها التاريخية الضاربة في القدم .
محكمة مولاي موحند تتموقع على ضفة إغزار أمقران ، بالمكان المسمى بـ أفراس تبعد عن مركز بودينار بحوالي كلومتر واحد، وقد شيدت إبان فترة الاستعمار الإسباني للمنطقة من طرف المجاهدين من أبناء المنطقة على شكل منزل امازيغي، لكن ما يميزها عن باقي المنازل بالمنطقة تلك الخزانات والرفوف التي وضعت باتقان و هندسة خاصة للحفاظ على وثائق و مستندات المتقاضين بالإضافة إلى الغرفة الخاصة التي كان يقطن فيها مولاي موحند اثناء تواجده بالمنطقة ، ولازال البعض من الساكنة والمهتمين يحتفظون بوثائق وعقود حررت بهذه المحكمة ... لكن شتان بين القيمة التاريخية لهذه المعلمة التاريخية وبين واقع الحال اليوم حيث أضحت وهي تعيش لحظاتها الأخيرة من الاحتضار بعدما تكالب عليها الزمن و طالتها معاول الهدم والتخريب وزادت من جراحها عوامل التعرية وصمت في وجه صرخاتها آذان المسئولين وغشيت أبصارهم حتى غدت هذه التحفة التاريخية تجعل الزائر يقف فاغرا فاه جراء هذا الإهمال والحيف المتعمد في حقها.
حالة متقدمة في الازدراء هي التي تعيشها حاليا هذه المعلمة التاريخية نتيجة سنوات من الإهمال مع سبق الإصرار في التناسي من السلطات الوصية وكذا المجالس المتعاقبة والتي لم تحمل يوما ما هم الحفاظ على التراث الحضاري والانساني للمنطقة أعطى لنا نتيجة حتمية وهي طمس حقبة زمنية من الموروث الحضاري للمنطقة .